الإنسان هو راس المال الاقتصادي فالإمكانيات المادية دون وجوده تعد لا شيء وأقصد وجود الكادر المؤهل التأهيل الكامل الذي تحول من شخصية راكدة مهدورة إلى شخصية إنتاجية ...فلوا تأملنا في النهضة الحديثة للإنتاج الصناعي التي نهضت بالإنسان فلم تنهض إلا من الإنسان وليس بالماديات فالماديات
وأساسيات الصناعة قد يكون منبعها في الوطن العربي لكننا أهتمنا بالحصول على الماديات ولم نهتم ببناء الإنسان واستثمار الطاقة البشرية ونؤهلها لتكون إنتاجية وثم نوظفها التوظيف الصحيح .حيث يعتبر الوطن العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص مستودع للمواد الخام التي تصدر إلى دول العالم إبتداء من الحديد والذهب والمعادن الثقيلة وانتهاء بالمواد العضوية كالنفط والغاز. حيث يعتبر النفط والغاز المصدر الأولي وللصناعة البتروكيميائية والتخليق العضوي بينما تعتبر المعادن أساس للصناعة الفلزية وكلها متوفرة بكمية كبرى وهي أساس النهضة الصناعية الحديثة.
لكننا الحاصل هو إهمال للكادر الحقيقي ووضع كل شخص بما هو ليس مؤهل له ...ووضع سياسة تدميرية للإخلال بالعمل المؤسسي وتم تركيد الجانب الإبداعي والتطويري للمؤسسات وتم غرس مفاهيم وثقافة الفساد واختزال العمل المؤسسي في من يدين بالولاء والطاعة والوساطة والمحسوبية لا في من يمتلك الرؤية الاستراتيجية للبناء والتطوير المؤسسي.
فأختلت ضوابط وشروط المهنية في العمل الذي يهدف إلى بناء المؤسسة :فمثلا: تجد المهندس يعمل في الإدارة والثانوية العامة في البحوث والدراسات والتطوير والمختص في الزراعة يعمل مهندس وفني في المنشأة الصناعية والمختص بالقانون يعمل العلوم المالية والمصرفية وحامل الدكتورة المتخصص يتم تطفيشه وتضييق الخناق عليه لأنه سيطور العمل ويحقق نجاحات مأهوله ...فينكشف الغطاء عن فساد الإدارة ويظهر فشلها الذريع فتلاقي المدراء والموظفين يتسابقون على من يكون في كشف الحوافز والمكافئات وماذا سيجني دون النظر أو الاكتراث لواقع العمال وما هي الأمانة والأهمية الملقاة على العاتق...فحصل التهديم والخراب للعديد من المؤسسات وتحولت إلى إسم يذكر في التاريخ بينما تحول كوادرها وعمالها إلى عبئ على الدولة وهناك مؤسسات أخرى إذا لم يتم تلافيها قد تلحق بسابقاتها وذلك بسبب سياسة التدمير وعدم توظيف الكوادر المؤهلة التوظيف الجيد..