الأيام تكشف القناع عن متطفلي الثورة اليمنية

...............................................................
أثبتت الأيام مع مرورها إن ما بني على باطل فهو باطل مهما كان شكله الظاهري يبدوا خلال لحظة معينة.
فالنفس الشيطانية توالي الشيطان لتطغوا بالإنسان مهما تزخرفت وأظهرت
بهرجها حين تحاول الطغيان و الاستحواذ على ما يسموا ويرتقي بالبشر فتظهر
بشكل قد يكون مقبول إلى أن تحقق ما تريده ثم تعود إلى حقيقتها
الشيطانية المتأصلة.
وهذا ما كشفته لنا الأيام القلائل الفائتة فكنا نرحب بكل من أنظموا إلى
الثورة وأحببناهم كثوار أحبوا الشعب وأرادوا إنقاذه من شرورهم على إنهم
أعلنوا توبتهم عن الماضي ليتركوا الشعب يصل إلى حلم المستقبل.
لكن الأيام كفلت بمرورها أن تثبت أنهم لن ينظموا حبا في الثورة وإنما للسطو عليها ومصادرة أهدافها.
فما حصل بالأمس القريب في المؤتمر الوطني لحقوق الإنسان الذي أعتبره
بمثابة مسرحية هزلية لمصادرة أهداف الثورة والخروج بتشريعات تعزز من حصانة
القتلة.
متجاهلين شهداء وجرحا الثورة وإهانةة الثوار وإقصائهم وإلقاء
الشتائم عليهم حين ما اعترضوا بانسحابهم ممن يحاولوا تمييع أهداف وحقوق
الثورة والثوار فلم تكن الشتائم والإقصاء ممن قامت ضدهم الثورة بل من قبل
رئيس الوزراء ووزيرة حقوق الإنسان الذي لولا الثورة والثوار لما وصل
باسندوه إلى رئاسة الحكومة وحورية مشهور لوزيرة حقوق الإنسان. حيث إن
الشباب الذين حضروا المؤتمر رددوا نفس الشعارات التي كانا نرددها نحن
وحورية مشهور وباسندوه في الساحات أن لا حصانة للقتلة والمفسدين حين
التحقوا بالثورة قبل أن يكونوا في الحكومة. فأتضح لي الأن إنهم لن يلتحقوا
بها إلا ليتسلقوا عليها ليصلوا إلى رئاسة الوزراء والوزارات.
فحينها
تناسينا إن باسندوه كان أحد أركان النظام الفاسد فكان وزير للإعلام في حرب
1994م إضافة إلى إنه كان متنقل بين وزارة الإعلام والخارجية والتخطيط كما
يبدوا لي إنه فاسد مهما تغطرس وتظاهر إلا إن الأيام فضحته وعرضته على
حقيقته وازدادت وضوح يوم المؤتمر الوطني لحقوق الإنسان حين تجرد من
إنسانيته وإبداء وحشيته وبذاءته وتناسى إن من تهجم عليهم بالشتائم هم
الثوار أصحاب الفضل لوصوله إلى رئاسة الوزراء.
وإن تحققنا حول من
أنظموا إلى الثورة سأورد عرض موجز لكل من كان إنظمامهم إلا لشيء في أنفسهم
وظهورهم بوجوه متعددة لإعادة نتاج أنفسهم وترتيب تكويناتهم ليبدوا بمظهر
جديد لكن القناع ينكشف فيكشف كل المعالم.
فقد كشف علي محسن على حقيقته
حين تمت التصريحات إنه قائد الثورة ليس حبا لها وإنما لينصب نفسه قائد
بحلة ثورية وبعدها يكشف إنه كان القائد الأول في المنظومة الفاسدة.
فلماذا أنظم إلى الثورة وكان هو القائد الأول؟
ليس إلا لينصب نفسه قائد, فلوا كان حبا في الوطن لعمل من أجل الوطن وأصلحه
في مركزه السابق حين كان القائد الأول فمن لم يصلح وهو في المقدمة لا يمكن
أن يصلح وهو في المؤخرة.
فالغرض إعادة ترتيب مواقعهم ليكونوا
المسيطرين على المشهد وأبطال المسرحية التي يريدون من خلالها مصادرة الوطن
والمواطن في كل الأحوال.
وحين أعود إلى بداية الثورة عندما أنظم الأخ
صادق الأحمر وسمعته يتكلم بلهجة الثائر ومن تأصلت في عروقه القيم الإنسانية
السامية حينها أشرقت سرورا وفرحا بأنهم تحرروا من أنفسهم وثقافة الإقصاء
والتعجرف لكن لن يتلبث سوى أيام أو شهور قلائل حتى يظهر بخطاب أشد تعجرف
وأكثر تكشير في وجه الإنسانية والقيم السامية مهددا أبناء الجنوب والتهجم
عليهم.
ثم نمر على مواقف الأخ حميد الأحمر حيث كنا نتأهب لخطابه ونستعد
بالأنصات أمام شاشات التلفاز لمشاهدة حديثه ومناشدته ضد الظلم بكلمات
رنانة تعزز روح الثورة فيدفع بالجميع نحو الساحات ذكور وإناث معززين لروح
الثورة مضحيين بحياتهم لأجل الوطن وحبا في الوطنيين لكن مجرد أن حقق ما
يريد فإذا به يتهم الساحات بالفجور وأنها أماكن للعهر والعشق بين الشباب
والشابات ووصف من هن في الساحات على إنهن عاهرات وليس ثائرات. فأنا أطلق
عليهن الحرائر الطاهرات وطهرن أطهر من البحار فلا يمكن أن تضرها أو تنجسها
جيفة كلب أارتمت في أمواجها الهوجاء.
وعلى هذا المنوال لم يعرف الطابع
الذي يسعوا نحوه بداية الأمر لكن الأيام بمرورها كفيلة بكشف الأقنعة على من
يجعلوا الثورة مطية لهم فتتبين لنا حقيقة تطفلهم.
12/12/2012م
حافظ مطير
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/537496_501293729903338_1330631380_n.jpg