موضوع: إنفجار بارود في ليلة ظلماء الإثنين أبريل 09, 2012 10:26 am
شد بنا الرحال على مر السنين وكل يوم يزداد ظلاما على رحالنا فلم نجد نورا يسطع كي نشد به رحلتنا الثقيلة في السفر البعيد . هكذا تمضي بنا الطريق في عناء ويأس فلم نجد بصيص من نور لنهتدي به أو نجم يبعث لنا الأمل فقد اختفت النجوم في طوال الأيام . لأكن بينما نحن نمر على طول الطريق لا ندري مالذي سيحل بنا وإلى أين سنذهب فكل ساعة تمر بنا يزداد الليل سواد حتى صرنا نبحث عن أي شئ لكي نهتدي به أو جذوة من نار كي ندفا بها لأكن الأمل يزداد يأسا و كل ساعة أشد من قبلها ونحن خالدين في هذا الظلام الدامس بينما نحن نمر إذ ظهر فجأة بصيص من نور على مر الطريق قادما إلينا في الطريق لأكن لا ندري ما هي حقيقة النور الذي يقدم إلينا فهل هي شعله أم جوهره مهداه لنا من رب الكون في غسق هذا الظلام فكل ما أقترب منا صارت أعيننا صارت الناس تتطلع إليه وتهتف إنه نور قادم إلينا فلنتشبث به لا يفلت من أيدينا والأخر يصرخ ويقول يا إلهي إنها النعمة كادت أن تحل بنا ...فلما أقترب النور إلى رحال القافلة إذا به ظهر رجل مألوف الوجه وكأنه يحس أن إحنا نرتقبه من زمن طويل .....فإذا به ممتطي على صهوة جواده !..ينادي...يا من على رحال هذه القافلة أنا لكم وأنتم لي ...يظهر عليه صوت المودة والمحبة ...فصاروا الناس يهتفون نعم هذا الرجل الخيل إنه الرجل الذي سيقود القافلة إلى الأمان طالما في يده النور والأمل ...فتمتم البعض قد يكون نفس أصحابه الذين غدروا بنا على الطريق وسلبوا منا النور والأمل ...!! فصرخوا في وجهه قد تكون كمن غدروا بنا من قبل ؟؟؟ فرد قائلا :-أنا لست كما هم و أهم شئ أني أخاف أن أوقع من على حصاني إلى الأرض ..فعليكم إطعام خيلي ورفع أصواتكم لكي أتنس بكم وأشد أزري بكم فلن أترككم طالما أنسكم لي أنا لست بغدار فارفعوني على صهوة جوادي لكي أرفع الشعلة التي بها ستستمرون على هذا الطريق وبها سيستمر السير في طريق أمن غير منعوج ... فلما أن رفعوه على صهوة جواده بكل قوة لديهم وتعالت أصواتهم إنه النور الذي لن ينطفئ وبه سنسير بكل يسر وأمان في هذا الظلام الطويل و ذاك يا لها من شعلة خالدة ستقودنا إلى ألأمام ..فكل الأقوام في السير تتعالى أصواتهم لقد أفلحنا في هذا السير والأخر يحمد الله على النور الذي لحق بهم ...لأكن لا يعرفون سر هذا النور الذي تجلا والشعلة التي سطعت بعد مكابده قاسيه ...فهل سيدوم ضوءا هذه الشعلة طويلا ويبقي النور الذي بين أيدينا....؟؟ لأكن!!!الذي حصل لم يكن يتوقع في الحسبان لدى من كانوا في السير .. فبعد أن امتطى حصانه إذا به يرمي إليهم شعلته خلال السير فتهافتوا عليها كل من كانوا في تلك الراحلة حتى تجمعوا عليها متهافتين فإذا بها شعلة بارود !!لأكن سرعان ما أنطفئ في وجوههم ثم أعقبه شرارة انفجار كأنها شرارة برق لامع مخلف خلفه ريحه نتنه وألام وأحزان في وجوه كل من كانوا منتظرين للأمل والنور ذي يقود الراحلة فكانوا يصرخون إنه بارود أنفجر بنا بعد أن احترق و رمى به إلينا وخدعنا بشعلته ..!!فيا لها من حسرة وألم فقد خدعنا بينما هوا راكب على حصانه .... لأكن راكب الحصان تركهم راكبا حصانه كما تركهم من كان قبله بعد أن استعادوا قواهم بالراحلة ثم يعودوا لنهب ما يملكونه أهل تلك الراحلة ويملئوا نفوسهم حسرة وألم... إنها حسرات بعد الانتظار الطويل والليل الدامس ونورا لم يدم طويلا ....... كتابات /حافظ مطير Hafed.2007@hotmail.com